روايات

رواية سليمة الفصل العاشر 10 بقلم ميمي عوالي

رواية سليمة الفصل العاشر 10 بقلم ميمي عوالي

رواية سليمة الجزء العاشر

رواية سليمة البارت العاشر

سليمة
سليمة

رواية سليمة الحلقة العاشرة

تانى يوم ، سليمة صحيت زى عادتها اللى ما قدرتش تغيرها من الفجرية ، و نزلت على المطبخ بعد ما صلت الفجر مع رحيم ، كانت مسعدة لسه ما صحيتش ، ابتدت تعجن فطير و عيش ، و بعد ما خلصت عجين و تقطيع ، كانت الساعة سبعة ، لما سمعت صوت خالها ، فخرجت من المطبخ بابتسامة و قالت : يسعد صباحك يا خال ، صاحى بدرى يعنى
عبد العزيز : تصطبحى بكل خير يا بنتى ، انا بس ما جانيش نوم تانى بعد ما صليت الفجر
سليمة : اعمل لك كوباية شاى بحليب على ما الفطار يجهز
عبد العزيز و هو بيتابع مظهرها بعنيه : هو انتى كنتى بتعجنى
سِليمة بابتسامة : ايوة ، البنات طلبوا منى امبارح اعمل لهم فطير ، فقلت اعمل عيش بالمرة ، و عشان كمان فاطمة و فهمى لما ييجوا يبقوا مبسوطين
عبد العزيز : تسلم ايدك يا بنتى ، تعبتى حالك
سِليمة : تسلم يا خال ، ها .. اعمل لك الشاى بقى
عبد العزيز بضحك : لا ، هستنى الفطير بقى
سِليمة و هى راجعة على المطبخ : على عينى ، انا خلاص هبتدى اخبز اهوه
عبد العزيز : و صحى مسعدة تساعدك ، و اهو تتعلم منك على الاقل و ماتبقيش تتعبى حالك بعد كده
سِليمة و هى داخلة المطبخ : حاضر يا خال
عبد العزيز بخفوت : ربنا يسترك يا بنتى و يسترها عليكى من اللى جاى

 

 

 

شوية بشوية الساعة تمانية كانت ريحة العيش و الفطير المشلتت مالية البيت ، و كانت ناهد نازلة من فوق هى و رحيم و البنات و كانوا بيتكلموا و بيضحكوا
ناهد بمرح و هى بتاخد شهيق جامد : ريحة الخبيز بتاع سِليمة يخليك تجوع حتى لو كنت واكل ديك رومى لوحدك
رحيم ضحك و قال : و هو انا وقعت فيها من شوية
مريم و هى بتجرى على تحت : كلوا انتو العيش و انا هاكل الفطير ، سولى عملاهولى انا
ناهد بضحك : و انتى هتاكليه يعنى كله لوحدك
مريم : ااه ، عشان بحبه اوى
فى الوقت ده خرجت سِليمة من المطبخ و هى شايلة صينية كبيرة عليها عيش وفطير و رايحة تحطهم على السفرة و اما شافتهم كلهم صحيوا قالت بابتسامة : صباح الخير عليكوا ، ياللا الفطار جاهز
رحيم بامتنان : ليه تعبتى نفسك يا سِليمة ، ما احنا بنشترى الكلام ده كله جاهز من برة
سِليمة بمرح : يعنى مريم تقول لى عاوزة فطير من عمايل ايدى ، اقوم اشترى من برة ، لا طبعا لازم اعمل لها اللى نفسها فيه
مريم : شفتوا بقى انها عاملالى الفطير مخصوص ، هاتيه بقى كله يا سولى عشان عاوزة ااكل
سِليمة : تعالى ياللا انا مليت لك الطبق بتاعك اهو و حطيت لك كمان العسل اللى بتحبيه
رحيم : طب اطلعى غيرى هدومك ياللا ، و احنا هنستناكى عشان نفطر سوا
سِليمة : مش هتتاخر على شغلك
رحيم : لا .. مش خارج ، ياللا انتى بس اطلعى و ابقى هاتى معاكى طرحة و اللا شال عشانك انتى و ناهد عشان لو حد غريب جه
سِليمة بتفهم : حاضر ، و مش هتأخر عليكم
بعد ما سِليمة طلعت ، عبد العزيز قال : هتعمل ايه مع ولاد اختك
رحيم : خلاص يا حاج ماتقلقش ، هبعتلهم سعيد السواق يجيبهم ، و هادى هييجى معاهم
عبد العزيز بابتسامة رضا : تمام ، ييجوا بالسلامة
ناهد باستغراب و هى بتبص لرحيم : يعنى انت مش مسافر
رحيم : لا يا ناهد ، هم اللى هيبجوا ان شاء الله
عبد العزيز بخفوت لناهد : عاوزك تتابعى لبس سِليمة و مظهرها الفترة اللى جاية يا ناهد
ناهد باستغراب : اشمعنى يعنى يا بابا ، و بعدين ، ما انا و رحيم اللى مختارين لها لبسها كله
عبد العزيز و هو على نفس خفوته : هتفهمى لوحدك كل حاجة ، و على اد ما تقدرى امنعيها من دخول المطبخ او انها تعمل حاجة بنفسها ، و انا هخلى مسعدة تبعت تجيب اختها تساعدها اليومين دول
ناهد رغم انها مش فاهمة حاجة : ماشى يا بابا حاضر ، اللى تشوفه
سِليمة نزلت من تانى بعد ما خدت دش و غيرت هدومها ، و قعدوا كلهم يفطروا ، و فى وسط ما هم قاعدين سمعوا جرس الباب ، فعبد العزيز و رحيم بصوا لبعض و رجعوا بصوا على الباب اللى كانت مسعدة وصلت لعنده و فتحته ، و كان سامى واقف فى الباب و فى ايده شنطة سفر جاررها وراه ، فرحيم بص على سِليمة بسرعة لقاها مدت ايدها على كتفها و رفعت الشال على راسها تدارى شعرها ، و لقى ناهد كمان عملت زيها و هى باصة بصدمة على سامى و سهير ، و اما رجع بعينه لقى سهير داخلة ورا سامى بمنتهى العنجهية و الصلف
فضلوا كلهم قاعدين مكانهم و هم بيبصوا عليهم ، و ما حدش فيهم اتحرك ، فسامى قال بصوت واضح : صباح الخير يا عمى ، انا عارف اننا لسه بدرى ، بس برضة عارف انك بتحب الصحيان بدرى ، فقلنا نيجى نلحقكم على الفطار ، و اللا خلاص خلصتوا اكل

 

 

 

عبد العزيز بهدوء : و حتى لو خلصنا ، اهلا بيكوا اتفضلوا
سامى ساب الشنطة من ايده ، و مسك ايد سهير شدها معاه و راح وقف عند عبد العزيز و وطى على راسه باسها ، و قال بسماجة و هو بيبص على سِليمة : ازيك يا عمى
و سهير كمان عملت زى سامى ، و بعد كده راحوا قعدوا جنب عبد العزيز
عبد العزيز شاور لهم على الاكل و قال لهم : بسم الله ، مدوا ايدكم ، و بعدين قال بصوت جهورى : هاتى اطباق يا مسعدة
سامى بص لناهد و قال لها بسقالة : ازيك يا ناهد
ناهد ببرود : الحمدلله يا ابن عمى
سامى ابتسم بسخرية و قال : لا حلوة ، و بعدين بص لرحيم و قال له و هو بيفصص ملامح سِليمة : و انت يا رحيم اخبارك ايه يا عريس
رحيم و هو بيحاول يسيطر على اعصابه : انا كويس خالص ، عقبالك
سامى : قريب اوى ، بس المرة دى هتبقى نقاوة عينى
سهير و هى بتبص لسِليمة بكيد : معلش بقى يا عمى ، انا قلت اجى اقعد معاك كام يوم ، عشان اقضى الاجازة مع البنات ، بدل ما كل واحد فى ناحية كده
رحيم بسخرية : ااه ، البنات اللى حتى ماسلمتيش عليهم
سهير بمياعة : رحيم … من فضلك انا بكلم عمو
رحيم بصلها بقرف و اتجاهلها و رجع يكمل اكله ، فسامى اخد حتة فطير و اكلها و قال : حلو الفطير ده ، جايبينه منين
مريم : دى سولى عملتهولى النهاردة
سهير بصت بكيد لسِليمة و قالت : طبعا … الفلاحين دايما بيبقوا شاطرين فى العجن و الخبز
سامى بص لسِليمة و قال لها : طبعا انتى ما تعرفينيش ، انا ابقى سامى ابن خالك يا سِليمة ، و شاور على سهير و كمل كلامه و قال .. و دى تبقى سهير اختى ، بنت خالك برضة ، و تبقى ام مريم و نورا
رحيم و عبد العزيز و ناهد ، كانوا قاعدين بيتفرجوا اكنهم بيتفرجوا على مسرحية ، بس رحيم كان قاعد على نار ، لكن ما صدرش منه اى رد فعل ، كان عاوز يفهم هم بيفكروا فى ايه بالظبط ، بس لما حس انه ممكن يتعصب على سامى ، فحب يضايقه فقال : كويس انكم جيتوا ، اهو بالمرة لو انستونا لاخر اليوم هتتعرفوا كمان على ولاد نادية و هادى جوزها
سامى بوجوم : هو انتو عترتم فيهم
رحيم بابتسامة واسعة لما حس انه فعلا قدر يضايق سامى : يوووه ، من زمان ، دول حتى حضروا فرحى انا و سِليمة
سامى بغيظ : و كمان سمحتوا للراجل ده ان يدخل بينكم
عبد العزيز بحزم : الراجل ده يبقى ابو احفادى ، و اللى صانهم و صان امهم لاخر يوم فى عمرها ، و اللى انا متاكد منه ان لو حد تانى كان فى مكانه ماكانش هيعمل كده ابدا و لا كان هيتحمل مراته فى تعبها و لا كان هيشيلها زى ما عبد الهادى عمل
سامى فهم انه يقصده هو بالكلام ده فحب يغير الموضوع فقال للبنات : ها يا بنات ، تحبوا تتفسحوا فين النهاردة ، ها تحبوا تروحوا تقضوا اليوم على البحيرة
سِليمة : لا طبعا بحيرة ايه فى الجو ده ، ده الدنيا مابطلتش مطر من امبارح
سهير : و ايه يعنى شوية مطرة ، يخرجوا ينبسطوا مع خالهم
ناهد بسخرية و هى بتشترك فى الحوار لاول مرة : طب و انتى يا سهير
سهير : انا ايه
ناهد : مش هتروحى معاهم
سهير بعدم اهتمام : انا ماليش فى الكلام ده ، كفاية عليهم سامى
عبد العزيز : و سامى بقى هيسيب شغله و يفضى لفسح البنات
سامى : ما تقلقش يا عمى ، انا هعرف اظبط امورى كويس

 

 

 

عبد العزيز : عموما انا رأيى من رأى سِليمة ، الدنيا ما وقفتش مطر من بالليل ، ماينفعش يروحوا ناحية البحيرة فى الجو ده
سامى و هو بيبص لسِليمة بمكر : خلاص يا عمى ، انا ما اقدرش انزل لك كلمة ، يبقى هنقضى اليوم كله معاكم هنا ، يا ترى بقى هتغدونا ايه ، البنات ما بطلوش كلام عن الاكل الحلو اللى بتعمله سِليمة
رحيم بحزم : ياللا يا ناهد انتى و سِليمة ، اطلعوا شوفوا كنتم عاوزين توضبوا ايه لولاد نادية ، و حضروا الاوضة اللى جنبها لهادى
سامى بسخرية : لا هو كمان هيقعد هنا
سهير بكبر و هى بتوجه كلامها لناهد و سِليمة : و ياريت تحضرولى انا كمان اوضتى اللى هقعد فيها
رحيم بص لسِليمة و شاور لها بعنيه انها تطلع ، فطلعت على فوق و سحبت ناهد معاها فى ايدها ، و بعد ما طلعوا رحيم نده على مسعدة بصوت عالى و اول ما جات له قال لها : ياريت تاخدى شنطة مدام سهير و تدخليها اوضة الضيوف اللى تحت
سهير بتهكم : بقى هتقعدوا جوز نادية فوق فى اوض النوم و تقعدونى انا تحت فى اوضة الضيوف
رحيم : هادى مش غريب ، هادى هيقعد فى ملك حماه ، و جد ولاده
سهير : تقصد تقول ان انا اللى غريبة يا سى رحيم
عبد العزيز بحزم : سهير … انتى جيتى بيت عمك و طلبتى تقعدى فيه كام يوم من غير ما حد يدعيكى ، و انا مش هردك ، لكن فى نفس الوقت حذارى تعملى اى مشاكل مع حد او لحد
سهير : و انا من امتى بعمل مشاكل لحد يا عمى
عبد العزيز بسخرية : معلش ، اصل جناحاتك ساعات بتخبط فى الحيطان من غير ما تاخدى بالك
رحيم كتم ضحكته و بص لسامى و قال له : و انت بقى يا ابن عمى ، هتنورنا هنا برضة
سامى : ما انت عارف انى ما بعرفش اقعد لوحدى ، فهقعد معاكم طول اليوم و اروح على النوم ، لغاية ما سهير تشبع من الولاد و نبقى نرجع بيتنا سوا
و اللا هضايقكم يا عمى
عبد العزيز بوجوم : تضايقنا ازاى ، ده البيت هينور يا ابن اخويا
رحيم و هو رايح ناحية فوق : بعد اذنك يا بابا ، هعمل كام تليفون كده و ارجع لك
عبد العزيز : براحتك يا ابنى ، ما تقلقش
مريم و نورا راحوا قعدوا جنب جدهم و نورا قالت له : هم ولاد عمتو هييجوا امتى يا جدو
عبد العزيز : لسه قدامهم شوية ، روحوا انتو العبوا براحتكم على بال ما يوصلوا
رحيم طلع فوق لقى ناهد و سِليمة قاعدين فى اوضة ناهد ، و ناهد كانت متضايقة جدا و سِليمة بتحاول تهديها ، و رحيم لما شافها كده قال لها : و بعدهالك يا ناهد
ناهد بغيظ : و بعدهالى انا برضة ، يعنى انا ذنبى ايه يتكتم حريتى و يتحرق دمى بالشكل ده ، ده انا ما صدقت خلصت من السواد ده كله
رحيم طبطب عليها و قال لها : معلش حقك عليا ، كلها كام يوم و يمشوا

 

 

 

ناهد و هى مبرقة عنيها : يمشوا … انت تقصد ان هو كمان ناوى يكبس على نفسنا زى اخته ، لا .. كده كتير .. انا مش هستحمل حرقة الدم دى
رحيم : ما هو كمان ما ينفعش ابوكى يقول لهم يمشوا
ناهد بغضب : اقول لهم انا
رحيم : انتى بالذات مش عاوزك تحتكى بيهم
ناهد باستغراب : و ليه بقى انا بالذات
رحيم بتنهيدة : مش عاوز سامى يعاندك فيقوم يردك ، و طبعا ما حدش هيقدر يمنعه لانك لسه فى شهور العدة
ناهد برعب : تقصد انه ممكن يردنى لمجرد انه يضايقنى
رحيم : الله اعلم هم فى دماغهم ايه بالظبط ، بس لازم نعمل حسابنا ، و عموما ما فاضلش على عدتك غير عشر ايام ، خلينا نعديهم على خير
ناهد : بس انا مش هقدر اتواجد معاهم فى مكان واحد
رحيم باسف : يبقى هتضطرى انك تفضلى فوق على الاقل لحد ما العشر ايام اللى باقيين دول يعدوا ، و بعد كده ان شاء الله هتتحل من عنده
ناهد : طب ما انا ممكن اروح عند رامى لحد ما يمشوا
سِليمة : و اهون عليكى تسيبينى لوحدى ، و بعدين انتى ناسية ان فاطمة و فهمى جايين النهاردة
ناهد بامتعاض : و ده ادعى انه يخلينى اتواجد تحت عشان خاطرهم
رحيم : يبقى لازم تمسكى اعصابك على الاخر ، و بعدين التفت لسليمة و قال لها : و انتى يا سِليمة ، طول ما هم هنا مش عاوزك تدخلى المطبخ نهائى
سِليمة باستغراب : طب و مين اللى هيعمل الاكل يا رحيم
رحيم بامتعاض : هنضطر نرجع من تانى لاكل مسعدة ، على ما ينزاحوا من هنا نهائى
سِليمة بتردد : طب وافرض العيال طلبوا منى حاجة
رحيم بزهق : مش عارف بقى ، ابقى قوليلى وقتها و نبقى نشوف هنتصرف ازاى
ناهد بمكر : بقول لك ايه يا رحيم
رحيم : قولى يا حبيبتى
ناهد بابتسامة : ايه رأيك اكلم سلوان و رامى ييجوا يقعدوا معانا الكام يوم دول على ما ينصرفوا من هنا
رحيم بضحكة : انتى يا بت انتى مش سهلة على فكرة ، قال و انا اللى دايما ادافع عنك و اقول انك طيبة و غلبانة
ناهد بابتسامة : مش فى مثل بيقول كتر القسوة بيعلم الجفا
رحيم بضحك : بس ده مش جفا يا حبيبتى ، دى مرازية

 

 

 

سِليمة و هى وسطهم مش فاهمة حاجة : ممكن تفهمونى بس ايه الحكاية ، و اعرف انتو بتتكلموا على ايه
رحيم ضم سليمة تحت جناحه و قال و هو بيضحك : الحكاية ان ناهد قررت بعد العمر ده كله انها ما تسيبش حقها
سِليمة : و ايه علاقة سلوان و رامى اخوكم بالحكاية دى
رحيم : اصل يا ستى .. رامى و سامى عاملين زى الديوك ، و رامى ما بيسكتلوش ابدا على اى كلمة كده و اللا كده ، اما بقى سلوان ، فسهير بتغير منها جدا من يوم مادخلت العيلة بتاعتنا
سِليمة : ايوة بس انتو ناسيين ان ابو فاطمة هيبقى موجود كمان ، و ده ممكن يخلى رامى برضة يعمل معاه مشاكل
ناهد : لا .. ما تقلقيش انتى من ناحية رامى ، انا هتكلم معاه و هفهمه كل حاجة
رحيم : لا يا ناهد ، ريحى انتى نفسك ، انا اللى هكلمه ، اتاكدوا انتم بس ان اوضته متوضبة
رحيم بص فى ساعته لقى ان الوقت قرب من اذان الضهر ، فقاال : انا هنزل لبابا بقى ، احسن انا سايبه كل ده لوحده معاهم
سِليمة : انزل معاك و اللا افضل هنا مع ناهد
رحيم : خليكى براحتك خالص ، و اتصرفى زى ما تحبى ، بس اهم حاجة بلاش المطبخ
سِليمة : ماشى ، خلاص خدنى معاك اعرف مسعدة على الاقل هتعمل ايه
رحيم مسك كف ايدها و قال لها : ماشى ، ياللا بينا
من وقت رحيم ما طلع على فوق ، و الهدوء كان السمة السايدة ، عبد العزيز كان قاعد بيسبح على سبحته اللى مابتفارقش ايده ابدا ، و نورا و مريم كانوا ماسكين موبايلاتهم بيلعبوا عليها فى هدوء شديد ، و سهير هى كمان ماسكة موبايلها و بتتشات مع حد ، اما سامى ، فكان قاعد جنب سهير و عينه من السلم من وقت رحيم ما طلع و سابهم ، و ميل على سهير و قال لها : ايه … من ساعة ما وصلنا و هم كلهم اختفوا ، هيفضلوا فوق على طول يعنى و اللا ايه
سهير بتهكم : مسيرهم يظهروا ، اكيد يعنى مش هيفضلوا فوق على طول
شوية و لقوا رحيم و سِليمة نازلين مع بعض و هم شابكين ايدهم فى ايدين بعض
سامى بغيظ : الا عمرى ماشفتك معاه بالمنظر ده طول ما كنتوا متجوزبن
سهير بعدم اهتمام : و لا يفرق معايا
سامى بغل : انا بقى يفرق معايا ، صحصحيلى كده شوية
سهير بامتعاض : ادينى طاوعتك و عملت كل اللى انت قلت عليه ، اما نشوف اخرتها
اول ما رحيم وصل لهم من تانى باس ايد سِليمة و قال : خلصى بسرعة اللى قلتى عليه ، و خلى مسعدة تعمل لى فنجان قهوة
سِليمة هزت راسها بابتسامة و سابته و دخلت المطبخ ، و رحيم قال لعبد العزيز : انا هعمل كام تليفون كده يا حاج و هرجعلك على طول
سامى بغلاسة : ما انت قلت هتعمل التليفونات فوق يا رحيم ، و اللا تليفوناتك كتير اوى لدرجة انك تسيبنا كل ده
رحيم : معلش بقى يا ابن عمى ، عندى تليفونات كتير مهمة
سِليمة عرفت مسعدة على الاكل اللى المفروض تعمله و قالت لها انها هتطلع تقعد فوق عشان لو احتاجت منها حاجة ، و رجعت تانى قعدت مع ناهد

 

 

 

و رحيم اتصل بهادى و تابعه فى الطريق و اتفق معاه انه هيفضل معاهم فى البيت لحد ما سامى و سهير يمشوا ، و بعد كده كلم رامى حكى له كل اللى حصل و طلب منه انه ييجى يقعد معاهم هو و سلوان ، و طلب منه يتعامل كويس مع عبد الهادى و ولاد نادية ، و رامى وعده انه هيعمل اللى يقدر عليه
وقت آذان المغرب ، كانت مسعدة بتحضر السفرة بمساعدة اختها ، و كانت سليمة و ناهد لسه موجودين فوق ، لحد ما سمعوا صوت عربية و عرفوا ان عبد الهادى و ولاده وصلوا ، فنزلوا بسرعة عشان يستقبلوهم
اول ما فاطمة و فهمى دخلوا جريوا على حضن ناهد و سِليمة ، و بعد كده راحوا على خالهم و جدهم ، و عبد الهادى دخل وراهم و هو محرج لكن اول ما رحيم شافه هلل بمرح و هو بيستقبله
عبد الهادى سلم براسه على سِليمة و ناهد و سهير كمان لما لمحها بتبص له بتركيز و على وشها ابتسامة ، و راح سلم على عبد العزيز و باس كتفه ، فعبد العزيز سلم عليه بترحاب شديد و قال له : اتأخرتوا كده ليه يا ابنى
عبد الهادى : ما تآخذنيش يا حاج ، بس انت عارف الطريق
عبد العزيز و هو حاضن الولاد و واخدهم تحت جناحاته : حمدالله على السلامة ، نورتوا بيتكم
عبد الهادى : البيت منور بيك يا حاج ، ربنا يديك الصحة
رحيم شاور لعبد الهادى على سامى و سهير و قال : سامى ابن عمى و اخته سهير
سامى : و ام نورا و مريم و لاد رحيم
عبد الهادى : اهلا و سهلا
ناهد و هى فرحانة بالولاد : ما تسيبلى الولاد اشبع منهم شوية يا بابا ، ده انا يا دوب سلمت عليهم
فهمى جرى على ناهد و حضنها و قال لها : وحشتينى اوى يا خالتو
سِليمة : اخص عليك يا فهمى و انا ما وحشتكش زى خالتو
فاطمة راحت لحضن سِليمة و قالت : انتو الاتنين وحشتونا اوى يا طنط سِليمة ، و كنا عمالين نحسب الايام عشان نجيلكم و نييجى لجدو
رحيم بضحك : ااه طبعا ، و انا خلاص اتركنت على الرف ، مش كده برضة
الولاد جريوا عليه باسوه ، و بعدين راحوا قعدوا جنب نورا و مريم و فضلوا يتكلموا سوا
عبد العزيز بص لناهد و قال لها : ياللا يا ستى خدى ولادك اغسليلهم ايدهم و وشهم عشان نتغدا ، احنا موتنا من الجوع ، و انت يا رحيم ، وصل عبد الهادى لاوضته عشان يغسل وشه براحته ، بس بسرعة عشان انا جعت اوى
بعد ربع ساعة كان الكل اتجمع على السفرة عشان يتغدوا ، و الكل بيرحب بعبد الهادى و الولاد ، و كان فى فطير مشلتت على السفرة ، و العيش اللى سليمة عملته الصبح ، فعبد الهادى قال لرحيم بمرح : طب ابعتلنا حتة
وبعدين بص لسِليمة و قال لها : و الله من يوم ما فوتتينا و احنا اتمرمطنا
من غيرك
سِليمة بود : خلاص .. تعالوا اقعدوا هنا على طول
ناهد : لازم تفكر فى الموضوع ده فعلا يا ابو فاطمة ، انا مش هقدر ابعد عن فاطمة و فهمى من تانى
عبد الهادى : ما انتو عارفين ما ينفعش احول فى وسط السنة الدراسية كده
اصبروا على الاقل فاطمة تخلص امتحانات اخر السنة و بعد كده ربنا يعدلها
ناهد بلهفة : يعنى هتحول لها اخر السنة
عبد الهادى : لازم اعمل كده ، فهمى كمان هيدخل المدرسة السنة الجاية ، فقلت اقدملهم مع بعض هنا ، و اكون فكرت هعمل ايه فى الارض هناك
سهير : و هو انت عندك ارض فى مصر
عبد الهادى من غير ما يبصلها : ايوة ، عندى ارض جناين بس مش فى الفيوم
سهير : وااو ، برافوعليك انك فكرت تشغل فلوسك على طول و ماركنتهاش
عبد الهادى بايجاز : شكرا
سامى بلهجة جافة : و يا ترى بقى لو رجعت الفيوم هتشتغل فى ايه
عبد الهادى : هعمل مشروع يناسبنى و يناسب امكانياتى
سامى : مشروع زى ايه يعنى
عبد الهادى : هشترى محلات و هعمل سلسلة سوبر ماركيت
سهير باستياء : فكرة بلدى اوى
رحيم بجفاء : و ماله البلدى ، ما هو اصلنا كلنا
سهير باعتراض : احنا عمرنا ما كنا بلدى ، طول عمرنا ولاد اصول و متربيين على الغالى
رحيم : و الاصول دى عمر ما كان ليها علاقة بغالى و رخيص ، سيبى الاصول للى يفهمها يا ام البنات
سهير بحدة و هى بترمى الشوكة فى طبقها : تقصد ايه بكلامك ده يا رحيم

 

 

 

عبد العزيز بحزم : انا ما بحبش الصوت العالى ابدا على الاكل ، و ياريت كل واحد يلزم حدوده و هو بيتكلم
سهير باعتراض : ماشفتش يا عمى بيقول ايه
عبد العزيز بتحذير : قلت مش عاوز صوت عالى يا سهير
سهير قامت من مكانها و رمت الفوطة على السفرة بحدة و التفتت و راحت قعدت فى البهو زى ما كانت قبل الاكل ، فسامى قام بالراحة راح لها و اول ما قعد جنبها قال لها بلهجة جافة واضحةعليها الغضب : هو انتى مش ناوية تستخدمى مخك ده شوية
سهير بغيظ : انت السبب فى كل ده
سامى بسخرية : و انتى بقى كنتى ناوية تعيشى ازاى بعد ما خلصتى كل فلوسك على الهبل اللى كنتى بتهبليه ، و لو انا شيلتك الفترة اللى فاتت مش هينفع اشيلك بقية عمرى
سهير بغيظ : انت بتعايرنى عشان قاعدة عندك ، خلاص ، اتفضل بيع الارض بتاعة بابا و ادينى نصيبى و انا هريحك منى خالص
سامى بحزم : بطلى هبل و فوقى لروحك شوية ، ده انتى لو قاعدة على تل فلوس كنتى برضه هتخلصيه فى شهر و اللا اتنين بالكتير ، اعقلى كده و ماينى شوية خلينا نشوف هترسى على ايه
سهير بامتعاض : اللى فى بالك ده مش هيحصل يا سامى .. انت بتحلم
سامى : طب و ما احلم و ماله ، هى الاحلام عيب و اللا حرام ، ظبطى انتى امورك بس زى ما فهمتك ، و انتى هتكسبى ، سهير اتنهدت و قامت مع سامى و رجعوا من تانى على السفرة ، و اول ما سهير رجعت مكانها بصت لرحيم و قالت بهدوء : ما تزعلش منى يا رحيم .. حقك عليا
و بعدين بصت لهادى و قالت له بابتسامة : معلش يا هادى ما تآخذنيش ، انا ما كنتش اقصد حاجة ، اوعى تاخد على خاطرك منى
رحيم و عبد الهادى بصوا لبعض و رجع رحيم بص لسهير و قال لها : كملى اكلك يا ام البنات
فجأة سمعوا جرس الباب و لما مسعدة فتحت ، دخل رامى و سلوان و هم شبه حاضنين بعض ، و اول ما دخلوا سلوان قالت بمرح و هى بتجرى على عبد العزيز : انا جيت اقعد معاكم يا بابا ، و باست عبد العزيز من راسه ، فعبد العزيز قال لها بحب : ده انتى هتنورينى يا حبيبة بابا
سلوان بصت للكل و قالت : لا سلام على الطعام ، بس ازيكم كلكم
كلهم ردوا عليهم السلام ، و جه رامى باس كتف عبد العزيز و رمى السلام على الجميع ، و لما ردوا عليه السلام بص لعبد الهادى و قال : نورت الفيوم يا هادى
عبد الهادى بود : ده نورك يا رامى ، تشكر
رامى بص لسامى و سهير و قال لهم بابتسامة سخرية : منورين يا اولاد عمى
سامى بغيظ : اهلا
سهير : ازيك يا رامى
رامى و هو بيقعد جنب ناهد و بيشد سلوان عشان تقعد جنبه : انا كويس يا سهير
سلوان جه مكانها جنب سِليمة ، فميلت عليها باستها من خدها بمرح ، فناهد قالت لها : هاخد منابى انا من البوس و الاحضان دى بعد الاكل ، راح رامى مميل على ناهد باسها من خدها و قال لها : خدى دى منى و انا هبقى احاسبها عليها بعدين

 

 

 

كلهم ضحكوا على تصرف رامى ، و كملوا اكلهم و اتجمعوا بعد الاكل كلهم يشربوا شاى و قهوة ، لكن سِليمة وناهد و سلوان سابوهم و طلعوا فوق بكل الولاد
و الرجالة فضلوا يتكلموا كلام كتير جدا و بعد وقت طويل ، سِليمة كانت نازلة تطلب حاجة من مسعدة فعبد العزيز سألها عن الولاد ، فقبل ما سِليمة ترد ، سهير قالت : بيلعبوا فى اوضة المكتب
فسِليمة قالت بابتسامة : الولاد كلهم ناموا من ساعة يا خال
سهير : ناموا امتى .. دول كانوا لسه هنا
عبد العزيز قام وقف و قال : ما تآخذنيش يا هادى يا ابنى ، انا كمان هطلع انام
رامى كمان وقف و قال : احنا كلنا كده نقوم ننام ياللا ، و انت يا سامى ، روح انت كمان عشان تنام ، عشان تعرف تظبط حساباتك

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية سليمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى